قرار الفائدة اليوم... ما بين نبرة باول وتوجهات ترامب
- د.علي الراوي

- May 7
- 2 min read
اليوم، 7 أيار 2025، تقف الأسواق العالمية على أطراف أصابعها بانتظار قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن سعر الفائدة، في اجتماع يُعد من بين الأهم هذا العام، في ظل تصاعد الضغوط السياسية والاقتصادية، وعودة الرئيس دونالد ترامب رسميًا إلى المشهد التنفيذي.
الجميع يتفق: القرار قد يكون "تثبيتًا" لسعر الفائدة عند 4.5%، وهو أمر متوقع بنسبة تزيد عن 95% حسب أدوات السوق. لكن الحدث الحقيقي يبدأ بعد الساعة 9 مساءً بتوقيت بغداد، عندما يظهر جيروم باول في مؤتمره الصحفي ليضع السوق أمام توجهات الفيدرالي للفترة القادمة... هناك، تُصنع التوقعات، وتُرسم خرائط المستثمرين.

هل اقتربت لحظة التحول؟
رغم التثبيت المتوقع، إلا أن خلف القرار تكمن حسابات معقدة، تُغذيها بيانات اقتصادية متضاربة:
التضخم أظهر تباطؤًا واضحًا في آخر قراءتين لكنه لا يزال فوق المستهدف.
البطالة بدأت بالارتفاع التدريجي، ما قد يشير إلى تباطؤ اقتصادي.
الأجور تنمو بوتيرة أبطأ، ومبيعات المنازل تتراجع.
مؤشرات التوظيف والإنفاق تومض بإشارات تحذيرية.
كل ذلك يضع الفيدرالي أمام مفترق طرق: هل يُواصل سياسة التثبيت الحذر؟ أم يبدأ بإعداد السوق لخفض محتمل في النصف الثاني من 2025؟
ترامب في المشهد... وضغوط السياسة تشتد
مع عودة ترامب إلى المكتب البيضاوي، تغيّرت نغمة الخطاب الاقتصادي من القمة.الرئيس الأمريكي الحالي، ومنذ حملته الانتخابية، كان ينتقد سياسات الفائدة المرتفعة، معتبراً إياها "عبئًا على الاقتصاد والمستهلكين"، ويدعو صراحة إلى تسهيل نقدي سريع لإنعاش النمو والأسواق.
هذا التوجه قد لا يتماشى كليًا مع رؤية جيروم باول، الذي لا يزال يُصر على تتبع المؤشرات الاقتصادية بحذر، دون أن يخضع لضغوط سياسية مباشرة.
لكن في الواقع، الأسواق بدأت بالفعل تحتسب "أثر ترامب" على الفيدرالي، فكلما زادت رسائل البيت الأبيض المطالبة بتيسير السياسة النقدية، زاد الضغط النفسي والاقتصادي على صانعي القرار داخل الفيدرالي.
ماذا قد يقول باول الليلة؟
في مؤتمره الصحفي، من المتوقع أن يتناول باول:
تقييمه لمسار التضخم والاقتصاد.
رأيه في التباطؤ الذي تشهده قطاعات مثل الإسكان وسوق العمل.
توضيحات بشأن ما إذا كان التثبيت الحالي هو محطة مؤقتة قبل خفض محتمل.
رسالة موجهة للأسواق حول استقلالية الفيدرالي رغم الضغوط السياسية.
كل كلمة سيقولها ستكون بمثابة إشارة... لا للمتداولين فقط، بل أيضًا للبيت الأبيض.
خلاصة: هل يقترب موعد الخفض؟
بين بيانات الاقتصاد التي تنذر بالتباطؤ، ورغبة الإدارة الأمريكية في تحفيز النمو، قد يكون التثبيت الحالي هو الهدوء الذي يسبق الخفض.لكن الفيدرالي لن يتسرع… سيبقى منتظرًا، مراقبًا، مترددًا بين الحذر من عودة التضخم، والرغبة في إنقاذ النمو.
الأسواق اليوم لا تنتظر قرار فائدة فقط... بل تنتظر فهمًا أعمق لمعادلة صعبة تجمع بين صوت باول وتأثير ترامب، وتحدد بها مسار الاقتصاد العالمي للأشهر القادمة.




Comments